الإدغـام
تعـريفـه : هو إدخال حرف ساكن في حرف متحرك من جنسه بلا فصل بينهما بحيث يصيران
معاً حرفاً واحداً مشدداً .
مثل : مدد ، تصير : مدّ ، جلل ، تصير : جلّ .
سككر ، تصير
: سكّر ، هلل ، تصير : هلّ .
موضعه : يكون الإدغام في موضعين .
أ – المثلين أو المتماثلين : وهو أكثر النوعين
اهتماماً في الدراسات الصرفية ويقصد بهما الحرفان المتشابهان المتجاوران في الكلمة
الواحدة .
مثل : مدد : مدّ ، حبب : حبّ ، قططع : قطّع .
ب – إدغام المتقاربين : وهو أكثر النوعين اهتماماً
في علوم القراءات ويقصد بهما الحرفان المتجانسان المتجاوران في كلمة واحدة .
مثل : انمحى فنقول : امحى ، وادتكر فنقول : ادّكر .
وادتعى فنقول
: ادّعى .
وذلك بقلب أحد الحرفين ليجانس الآخر ، ففي انمحى
قلبنا النون ميماً ثم أدغمناها في الميم الثانية وكذلك بقية الكلمات .
وقد يكون الحرفان المتجاوران في كلمتين .
مثل : قل رب ، وننطق بهما : قر رب .
فقد أبدلنا الحرف الأول وهو اللام ليجانس الثاني
وهو الراء .
أقسـام الإدغـام
للإدغام ثلاثة أقسام هي :
واجب ـ وجائز ـ وممتنع .
أولاً : الإدغام الواجب :
يجب الإدغام في الحرفين المثلين أو المتقاربين إذا
سكن الأول وتحرك الثاني .
مثال المثلين : الشدّ ، وأصلها : الشدْدُ . والفرّ
، وأصلها : الفرْرُ .
ومثال المتقاربين : لم يلعب باسم " تدغم باء
يلعب في باء باسم " .
ومثل : واستغفر ربك " تدغم راء يستغفر في راء
ربك " .
لم
يسمع علي " تدغم عين يسمع في عين علي " .
كما يجب الإدغام إذا تحرك الحرفان :
مثل : مدّ وأصلها : مَددَ ، وعدّ وأصلها عَددَ .
للإدغام الواجب شروط أهمها :
1 ـ ألا يكون أول المثلين هاء السكت ، فإذا كان هاء
السكت امتنع الإدغام كما في قوله تعالى :
{ ما أغنى عني ماليه . هلك عني سلطانيه } 28 – 29
الحاقة .
2 ـ ألا يكون المثلان في كلمتين ، وكان الأول
الساكن حرف مد واقعاً في آخر الكلمة الأولى فإذا كان كذلك امتنع الإدغام .
مثل : الطلاب وصلوا ودخلوا الفصول .
ويرجو وائل ربه ،
ويرمي يوسف الكرة .
فالواو في آخر كلمة وصلوا ، وآخر كلمة يرجو ،
والياء في آخر كلمة يرمي كل منها حرف ساكن لأنه حرف مد وقع في آخر الكلمة الأولى ،
ولذلك يمتنع إدغامها في واو " ودخلوا " ، ولا في واو " وائل "
، ولا في ياء " يوسف " .
3 ـ ألا يؤدي الإدغام إلى لبس وزن بآخر .
مثل : " قوول " فعل ماض مبني للمجهول من
" قاول " .
" حوول " فعل
ماض مبني للمجهول من " حاول " .
حيث يمتنع الإدغام فيهما
لئلا يلتبسا بالفعل الماضي المبني للمجهول من الفعل " قَوَّل " و "
حَوَّل " .
ثانياً : الإدغام الجائز :
يتردد الإدغام بين الجواز وتركه ، إذا كان الحرفان
المثلان أو المتقاربان متحركين ، وذلك على النحو التالي :
1 ـ إذا كان الحرف الأول من المثلين متحركاً
والثاني ساكناً سكوناً عارضاً للجزم ، مثل : لم يعدّ ، بالإدغام ولم يعدد بفكه ،
والفك أفصح .
أو في بناء الأمر على السكون ، مثل : عُدّ ،
بالإدغام واعدد بفكه ، والفك أفصح .
أما إذا اتصلت نون
التوكيد بالمدغم وجب الإدغام ، مثل : هل تعدّنّ ، وهل تعدّنْ ، وعدّنّ ، وعدّنْ ،
ولا فرق بين النون الثقيلة أو الخفيفة .
ومنه قوله تعالى : { يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه
نار } 35 النور .
2 ـ يجوز الإدغام في الكلمة التي يكون عينها ولامها
ياءين يلزم تحريك ثانيهما ، مثل : عيي وحيي ، فنقول : محمد عيّ عن الكلام ، وحيّ
من أبيه .
أما إذا سكنت الثانية ، مثل : عييْت ، وحييْت ،
امتنع الإدغام أيضاً .
3 ـ يجوز الإدغام إذا جاء في أول الفعل الماضي
تاءان مع زيادة همزة الوصل في أول الفعل للتخلص من التقاء الساكنين .
مثل : تتابع نقول : اتّابع ، تثاقل نقول : اثّاقل ،
وتتبع نقول : اتّبع . أما في الفعل المضارع فلم يجز الإدغام ، بل نخففه بحذف إحدى
التاءين .
مثل : تتجلى نقول : تجلى ، تتلظى نقول : تلظى ،
تتولى نقول : تولى .
ومنه قوله تعالى : { تنزل الملائكة والروح فيها } 4
القدر .
وقوله تعالى : { ولقد كنتم تمنون الموت } آل عمران
.
ثالثاً : الإدغام الممتنع :
يمتنع الإدغام إذا تحرك الحرف
الأول وسكن الثاني سواء أكان الحرفان في كلمة واحدة أم في كلمتين .
مثل : كررْت ، مررْت ، عددْت . امتنع الإدغام لتحرك
الحرف الأول وسكون الثاني .
ومثل : يقول الشاهد الحق ، وينال المجتهد الجائزة .
ففي المثالين السابقين يمتنع إدغام اللام من "
يقول " باللام من " الشاهد " ، واللام من " ينال "
باللام من " المجتهد " لتحرك الأول وسكون الثاني .
كما أن هناك صور أخرى يمتنع فيها الإدغام . اختلف
الصرفيون في حصرها نذكر منها الآتي :
1 ـ إذا تصدر الحرفان المثلان الكلمة .
مثل : تترى ، وددن .
2 ـ أن يكون الحرفان المثلان على وزن " فُعَل
" بضم الفاء وفتح العين .
مثل : دُرَر ، وضُفَف ، وقُلَل ، وجُدَد .
ومنه قوله تعالى : { ومن الجبال جُدَد بيض } 27
فاطر .
3 ـ أن يكون الحرفان المثلان على وزن " فُعُل
" بضم الفاء والعين .
مثل : سُرُر ، جُدُد ، ذُلُل .
4 ـ أن يكون الحرفان المثلان مزيداً بهما للإلحاق
سواء أكان المزيد ، أحد المثلين " كجلبب " أم منحوتاً " كهيلل
" .
5 ـ أن يكون الحرفان المثلان في اسم على وزن "
فِعَل " بكسر الفاء وفتح العين .
مثل : لِمَم ، وحِلَل .
6 ـ أن يدغم أحد المثلين ، مثل : هلّل ، شدّد ،
عدّد ، قرّر .
فالفعل " هلّل " ونظائره فيه ثلاث لامات
الأولى ساكنة والثانية متحركة ، ثم أدغمت الأولى في الثانية وجوباً ، وبقيت لام
ثالثة متحركة ، وبذلك يمتنع إدغام اللام الثالثة المتحركة في اللامين الأولى
والثانية المدغمتين معاً لأنه يستحيل إدغام ثلاثة أحرف .
7 ـ أن يكون الحرفان المثلان على وزن " فَعَل
" بفتح الفاء والعين .
مثل : مَدَد ، طَلَل ، مَلَل ، خَبَب ، جَلَل .
8 ـ أن يكون الحرفان المثلان على وزن " أفْعِل
" التعجب .
مثل : أَعْزِز بالعلم ، وأَشْدِد بالحر ، فلا يصح
إدغامها ونقول : أعزّ ، وأشدّ .
9 ـ أن يعرض سكون أحد الحرفين المثلين لاتصاله
بضمير رفع متحرك .
مثل : رددت – رددن – رددنا ، عددت – عددن – عددنا .
10 ـ ويمتنع الإدغام إذا كان الحرفان المثلان في
كلمتين ، وكان الحرف الذي قبلهما ساكناً غير لين .
مثل : شهْرُ رَمضان ، غدْرُ رَجل ، جمْعُ عَامل .
11 ـ ويمتنع أيضاً إذا كان الحرفان المثلان في
كلمتين ، وكان الأول الساكن حرف مد واقعاً في آخر الكلمة الأولى .
مثل : يرجو وائل ، ويرمي يوسف . وقد مرّ ذكره في
موضع الوجوب فانتبه .
فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ إذا كان الفعل الماضي المضعف الآخر مضموم الفاء
جاز في مضارعه المجزوم تحريك آخره بالحركات الثلاث :
فنقول : في مضارع الفعل "جُنَّ " المجزوم
: لم يَجُنُّ ، لم يَجُنَّ ، لم يَجُنِّ . والنوع الأخير أضعفها .
* فإذا كانت فاء الفعل مفتوحة جاز في آخره التحريك
بالفتح أو الكسر ، فنقول : في مضارع " جَدَّ " المجزوم : لم يَجِدَّ ،
لم يَجِدِّ . والفتح أفصح وأكثر .
* وكذا إذا كانت فاء الفعل مكسورة في المضارع جاز
تحريك آخر الفعل المضعف المجزوم بالفتح أو الكسر ، والفتح أولى وأكثر .
مثل : فرّ نقول في مضارعها المجزوم : لم يَفِرَّ ،
لم يَفِرِّ .
وفي الحالات
السابقة يكون جزم الفعل المضارع حينئذ بسكون مقدر على آخره ، منع من ظهوره حركة
الإدغام ، وكذا الحال بالنسبة للفعل الأمر المدغم الآخر ، فإنه يبنى على السكون
المقدر على آخره ، منع من ظهوره حركة الإدغام أيضاً ، مثل : عُدَّ ، رُدَّ .
2 ـ إذا كان الفعل الماضي الثلاثي المجرد ، مكسور
العين ، مضاعفاً ، ومسنداً إلى ضمير رفع متحرك ، مثل : ظل : ظللت .
جاز فيه ثلاثة أوجه :
أ – استعماله تاماً مفكوك الإدغام ، مثل : ظَلِلتُ
.
ب – حذف عينه مع بقاء حركة الفاء مفتوحة ، مثل :
ظَلْتُ .
ج – حذف عينه ونقل حركتها إلى الفاء بعد طرح حركتها
، مثل : ظِلْتُ .
* فإذا كان الفعل مضارعاً
أو أمراً ، ثلاثياً أو مجرداً مضاعفاً ، مكسور العين مسنداً إلى ضمير رفع متحرك
جاز فيه وجهان :
أ – جاز فيه الإتمام ، فنقول في مثل : يَقِرُّ
وقِرَّ : يقررن ، واقررن .
ب – كما يجوز فيه حذف عينه ونقل حركتها إلى الفاء ،
مثل : يَقِرن ، وقِرن .
3 ـ يجوز الإدغام بل يقل إذا كان الحرفان المثلان
في كلمة واحدة تاءين ، فيما كان من الأفعال على وزن " افتعل " .
مثل : اقتتل ، واستتر ، وارتتق ، وافتتح .
ففي كل فعل من الأفعال السابقة تاءان ، إحداهما
أصلية في الفعل والثانية تاء الافتعال ، فإذا أدغمنا التاءين ، مثل : قتّل ، وستّر
، ورتّق ، وفتّح .
قد يختلط وزن " افتعل " بما هو على وزن
" فعّل " .
غير أن اللغويين فرقوا بين النوعين بواسطة مضارع
الفعل ، فالفعل الذي حدث فيه الإدغام يكون مضارعه بفتح حرف المضارعة فنقول :
يَقَتِّل .
أما مضارع " فعّل " فيكون بضم حرف
المضارعة ، فنقول : يُقَتِّل .
4 ـ إذا اتصل بالفعل المدغم جوازاً ألف الاثنين أو
واو الجماعة أو ياء المخاطبة أو نون التوكيد ، وجب الإدغام لزوال سكون ثاني
المثلين .
5 ـ الألف لا تدغم أبداً لا في مثلها ولا في
مقاربها ولا يستطاع أن تكون مدغماً فيها .
6 ـ والهمزة لا تدغم في مثلها إلا في مثل : سأال ،
ورأاس .
7 ـ الهاء لا يدغم فيها إلا الهاء ، مثل : اكره
هلالا .
ويجوز أن تدغم في الحاء سواء سبقتها أو لحقتها ،
مثل :
اكره حانقاً ، فنقول : اكرحّانقاً ، بتضعيف الحاء .
واذبح هذا ، فنقول : اذبحّاذا ، بتضعيف الحاء أيضاً
.
8 ـ يجوز في الصاد أن تدغم في الطاء بعد قلب الطاء
صاداً .
فنقول في : اصطبر : اصّبر ، وفي اصطفى : اصّفى ،
وفي اصطلى : اصّلى .
9 ـ يجوز الإدغام باللفظ لا بالخط إذا كان الحرفان
المثلان في كلمتين .
مثل : كتبَ بالقلم ، فنطقها : كتبْ بالقلم .
والإدغام في هذه الحالة يكون بإسكان المثل الأول
فقط .
No comments:
Post a Comment